22 مايو 2013

سوريا : الحصاد المر





لم أكتب من فترة طويلة أي تدوينات عن الثورة السورية , الوضع أصبح غامض وملتبس لدرجة اني لا اصدق أي شخص يقوم بالتحليل ونشر أخبار عن إنتصار النظام الوشيك او إنتصار المعارضة أيضًا , على الجزيرة والعربية نرى على مدار عامين إقتراب إنتصار الثورة , وعلى الميادين والمنار نرى إنتصار النظام , لكل طرف مؤيدوه وكتابه الذين ياخذون بالتحليل والشرح والاسترسال  والحقيقة ان النظام والمعارضة في حالة اللا إنتصار والشعب السوري وسوريا نفسها في حالة الانهيار , منذ زمن ووضح أن الهدف الدولي هو تحقيق اكبر عدد من المكاسب في سوريا منها : 

1- إنهيار الدولة السورية وتفككها وخصوصًا جيشها لضمان تفوق إسرائيل في المنطقة لان الجيش السوري رغم كل جرائمه يبقى الجيش العربي الوحيد الخارج عن السيطرة الامريكية من تدريب وتسليح ليتم تكرار سيناريو العراق من جديد .


2- زيادة الاحتقان المذهبي السني الشيعي الحاصل الان بهدف شيطنة إيران وتجميل إسرائيل لربما إذا حدثت معركة بين الاثنين يكون الدعم العربي والاسلام السني في موقف مختلف عما ذهبت إليه الاكثرية في أثناء حرب تموز 2006 بين الكيان الصهيوني وحزب الله وحتى وان حدثت مواجهه الان بين الكيان الصهيوني وحزب الله سنجد الكثيرون يقفون مع الصهاينة واتضح الامر أثناء الغارات الاسرائيلية على دمشق والتي سعد بها البعض .


3-  قتل أكبر عدد من الجهاديين بيد الاسد وفي ذلك مصلحة امريكية وغربية وربما عربية بما ان سوريا أصبحت الواجهه الرئيسية للمجاهدين حول العالم .


4- تدمير البنية التحتية وأي شكل مدني في الشام حتى ينهمك أي نظام جديد لمدة 50 عام على الاقل لاعادة إعمار وتكوين مؤسسات وكيان دولة يظل خلالها التفوق للكيان الصهيوني ويستمر إحتلاله للجولان .


 نجح الاسد في لعبة إرهاب العالم بفكرة التطرف والجماعات الارهابية وتخويفهم بأن بديله هو نظام طالباني جديد ووفى بوعده بان تكون سوريا أفغانستان جديدة كما قال في خطابه الثالث في جامعة دمشق - يناير 2012  وفي حديثه مع الجارديان البريطانية في نفس العام مما ساعد في تراجع الدعم للثورة من العرب قبل الغرب بل حتى الدعم المعنوي العربي بات يخشى على سوريا بسبب " بعض " التطرف والطائفية , وزاد في ذلك موقف بعض الكتائب المسلحة من أعمال سرقة وقمع وتخلف وجرائم دموية في بعض المناطق كالرقة وإدلب وحلب .


 التطرف والطائفية لا يحمل ذنبهم سوى النظام السوري ببطشه وقتله وكلما زاد في إجرامه زادت معدلات التطرف وكلما زاد إصرار داعميه على بقائه حولها البعض إلى معركة دينية " سنية شيعية " , ما اعرفه الان أن سوريا تضيع وتذهب في إتجاه المجهول وطريق اللا عودة , بالامس القريب وضح إتفاق أمريكا وروسيا على ان الحل سياسي يعني ان حلم التسليح للمعارضة كما كنا متوقعين ذهب أدراج الريح وان التدخل الدولي الذي خرج أمين عام الناتو للمرة الالف أنهم لن يتدخلوا في سوريا عسكريًا  ولن يتدخل أحد أكثر من المشاهدة عن بعد


نرى تراجع ملحوظ من داعمي الثورة ( كما يدعون ) مرسي الذي كان يصرخ بضرورة رحيل النظام السوري الان يقول أنه لابد من حل سياسي ويصرح في موسكو أنه مع الموقف الروسي وانه لا يميل لطرف ضد طرف في الازمة السورية ( كما يسميها ) والاردن بدأ في التضيق على الحدود والامتناع عن إستقبال المزيد من اللاجئين وامريكا تضغط على دول الخليج بوقف التسليح في سوريا خوفًا من سقوط النظام ووقوع السلاح في أيدي الجهاديين وأصدقاء الشعب السوري ( كما يقولون ) ليسوا إلا أعدائه , تكررت مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري وما هي إلا مؤامرات على الشعب السوري , ومعارضين الفنادق والقاعات في راحة وحده الشعب يدفع الثمن يبقى فقط أصدقاء النظام هم الذين لا تتغير مواقفهم ودعمهم للنظام من مال وسلاح ورجال ودعم سياسي لا يتوقف بالوضع الحالي لن ينتصر احد وبكل صراحة المعارضة لن تقدر على إسقاط النظام بتسليحها الحالي وفي نفس الوقت لن يستطيع النظام الانتصار على المعارضة .


الحل في وقف شلالات الدم ووقت القتال ووقف كل شيء ان أجتمعت مصر والسعودية وتركيا وإيران يستطيعون لو شائوا ان يوقفوا هذا الجنون , انقذوا سوريا الان , الان قبل ان تتحول إلى جهنم يحرق الجميع في داخلها وخارجها , ما اسهل سكب البنزين على النار وما اسهل دعوات التأجيج ولكن كلها على حساب الشعب السوري ودمائه الطاهرة , كانت الثورة تخسر دماء وهي في حالة السليمة التي كان النظام يكره ان تظل عليها الثورة حتى جرها إلى التسليح من دفاع عن النفس إلى حرب الله وحده يعلم متى تتوقف , ظللت ومعي الكثيرون سوريين وعرب نتمنى إستمرارية السلمية لان الوضع في ليبيا كان بمثابة تحديز ولكن أمام إجرام النظام السلمية صعبة ولا يتحمل الذنب سوى النظام لانه بخبث كان يعرف ان السلمية أخطر شيء عليه بدليل خروجه من اليوم الاول للحديث عن جماعات مسلحة وإرهاب وهو ما إستمر في الحديث عنه حتى حدث بالفعل ورفع السلاح لعلمه بخبراته السابقة في لبنان والعراق يعرف كيف يلعب مع الغرب وأمريكا والعرب بأستغلاله التطرف والارهاب وساعده في ذلك جهل وبعض الغباء مع بعض فصائل المعارضة السياسية بعدم توحدها وخلافاتها السطحية والمعارضة المسلحة التي تقتال بعضها البعض وتشرذمها وأرتكابها لاخطاء لا داعي لذكرها وأكثرها كارثية تصريح جبهة النصرة بانضمامها إلى تنظيم القاعدة وكل ذلك ساهم في تاخر إنتصار الثورة وتخويف البعض منها 


مازلنا مع الثورة ضد الظلم والديكتاتورية والاستبداد من الجميع ولن نتوقف ولكن كفى دماء العالم يريد تدمير سوريا التي أصبحت مسرح تصفية حسابات بين الدول العظمى والدول الاقليمية والفاتورة المدفوعة سورية 100 % غدت سوريا دمية تتلاعب بها الدول مازال 
أغلب أركان المعارضة مرتهن بمواقف الدول التي تحتضنهم وضاع القرار والسيادة السورية من النظام والمعارضة واصبحت سوريا إمراة مستباحة للدول على إيديهم , لا أحد يفكر في الشعب المظلوم الذي يعاني بطش وقتل وتشريد ودمار وإهانة في الداخل وفي دول اللجوء , تاجروا باللاجئات وطعنوا في شرفهن أصبح ثمن السورية على ايدي القذرة دولارات معدوة وعقد زواج , فقد الاطفال برائتهم من بشاعة ما شاهدوه خلال عامين قتلوا كل شيء جميل فيهم , كل من لديه أزمة او مشكلة في العالم يقول لك : سوريا والشعب السوري , متاجرة دنيئة ورخيصة 

أصحبت ساحات سوريا شلال من الدماء , أصبح ان يَمثل السوري بجثة أخيه السوري عادي وأصبح ان يقتلع السوري قلب السوري ويأكله عادي وطفل يمسك ساطور ليقطع رقبة عادي وأخر يجلد وأخر يعدم في الساحات العامة , انه الجنون والدموية بأقسى وابشع صورها من النظام والمعارضة , ووصلنا لدرجة من العار ان هناك من فرح بغارات الكيان الصهيوني على دمشق الفيحاء !! أي عار هذا يا ربي !؟ , سيستمر الصمت العالمي ولو قتل الاسد مليون سوري وسيستمر العرب في خذلانهم وسيستمر أنصار النظام في دعمهم له , الثورة ستستمر ولن تتوقف ولكن القتل لابد ان يتوقف لان الجميع خاسر مما يجري الان لا منتصر فيه والطرفان خاسران توقف القتل سيرجع للثورة إلى عنفوانها الاول ولكن إذا أستمر هذا الجنون ستضيع سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق