15 فبراير 2015

من مفكرة مواطن عربي




اعتدت خلال الاعوام الماضية ان اكتب كلما بلغت عامًا جديدًا ماعدا العام الماضي فضلت الصمت على الكتابة لانه كان عامي الثلاثين، رهبة الثلاثينات أو صدمتها جعلتني أفضل التفكير اكثر من رغبتي في الكتابة.

تجازوت اليوم الثلاثين بعام، أصبح عمري واحداً وثلاثين عامًا بالتمام والكمال، انظر إلى المرآة لم يتغير في ملامحي شيء سوى بعض الشعر الأبيض في وجهي كما كنت في مراهقتي اتمنى، ما بداخلي مثل ما بخارجي لم يتغير إلا ان السنين زادتني بعض الخبرة، وبعض التعقل وإن مازلت احب الجنون، واللاعقل، بلغت واحداً وثلاثينَ وإلى اليوم مازالت لا اصدق اني عشت كل هذا العمر، ولا اصدق ايضًا اني قد اعيش مثله مرة اخرى.

 كل فترة أعود واقرأ ما كتبته هنا عندما بلغت ثمانية وعشرون عامًا ( انا ونفسي وهمام ... 28 عام ) و هنا عندما  بلغت تسعة وعشرون عامًا ( حديث الروح ) اجد نفسي كما كنت أو كما أدعي اني كنت لم يتغير شيء في عن ما كتبته، مازالت أقع تحت بريق التناقضات، مازالت احب المطر، السير في الطرقات أخر الليل، العتمة، مازلت احب حماقاتي ولا اخجل منها، مازلت ارتبك احيانًا، واواجه احيانًا، وأهرب أحيانًا اخرى.

لدى رغبة في الاعتذار عن بعض الأشياء التي فعلتها، والأعتذار عن بعض الأشياء التي لم فعلها، لم أتخلص بعد من عشقي للسوداوية، والغموض، والضجر، وللثرثرة بلا معنى، وأم كلثوم وأسمهان، أسأل نفسي احيانًا اين كنت وأين وصلت وإلى أين ستصل؟ لم اعد مثل الماضي أفكر كثيرًا بالمستقبل امسيت سعيد بما انا عليه، لا أفكر كثيرًا بما هو آتي بل أصبحت أفكر بما هو الأن.


موسيقى، افلام، شعر، أدب، كتابة تحت كل عنوان منهم الآلاف الكلمات التي قد تكتب، وتنثر، اتذوق من نهر كل واحدًا فيهم واجد نفسي بينهم، قطعة موسيقية واحد قادرة على تغيير مزاجي، فيلم كلاسيكي يستطيع ان يسرقني من عالمي، قصيدة جميلة تآثرني تحت جنون حروفها، رواية واحدة تقلب عالمي لايام.


كان اعتقادي دائمًا انه لا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق، لا يوجد بشر ملائكة أو بشر شياطين، مازالت اعتقد ان الأنسان كائن معقد به ما يكفي من جميع انواع الأخطاء والفضائل والتناقضات، مما تعلمته في حياتي ان انظر إلى داخل كل إنسان، إلى اعماقه لا بالمظاهر الخارجية، وتعلمت ان اهتم ايضًا بمن ينظر إلى داخلي.

تعلمت خلال كل اعوامي الماضية ان اكون نفسي ولا اكون احد غيري، عرفت ان الإنجاز الذي استطيع ان أفتخر به اني طوال عمري اني كنت انا وليس شيء أخر، لم اشبه غير نفسي، ولم اكن سوى أنا ، عرفت ان كل شيء تخسره قابل للتعويض إلا ان تخسر نفسك، وثقت ان من يحبك سيحب كل ما فيك وسيتجاوز عن أي أخطاء أو هفوات قد تحدث، عرفت وان كان متأخرًا انك لستُ مضطر لكي تشرح دوافعك وان تعطي مبررات عن اي شيء لكل الناس، تجاوزك لبعض الأمور أفضل، وأعمق، والأيام ستبدي لغيرك ما كان يجهله.


عرفتُ ان أكثر ما يؤلمنا هو ما نتمناه، وان اكثر ما يسعدنا لم نكن يومًا في انتظاره، تعلمت ان الحياة سحرها في غموضها، بريقها في تناقضاتها، وان شغف الانتظار اجمل ما فيها، تعلمت ان فضيلة الصمت انقى الفضائل، وان القلب العاجز عن الحلم فاقد للحياة، فهمت ان الحياة اكبر من انها سقوط وتحليق.


لم اعد اهتم ان تتقبل الحياة، والبشر أفكاري ومعتقداتي وأرائي، لم يعد يعنيني رأي الناس في، وما يعتقدونه عني، لم اعد يثير فضولي معرفة كيف يرأني الأخرين، حياتي كما أحياها أو كيف أريد ان أحياها أمر خاص بي ولا يعني سواي.


أصبح عمري واحدًا وثلاثون عامًا ولم اتخلص بعد من مزاجيتي وتقلب احوالي، كنت ومازلت طفل صعب المراس، سهل الانفعال، سريع الرضا، كالبحر في ثورته، أغضب، أنفعل، أثور، أجن، أهدأ كل ذلك في لحظات، لا أنكر اني عنيد، صعب الاقناع، متهور، من لا يعرفني يجدني شخص غريب الأطوار، كأني قادم من كوكب أخر وعالم مختلف.


مصادفة ان عيد الحب 14 فبراير وعيد ميلادي 15 فبراير، ورغم ذلك بيني وبينه تقارب وتباعد، كلما أقترب مني بعدت، وكلما أقتربت اختار هو البعاد، اخترت طوال اعوامي السابقة أو اختار القدر لي ان احتفل بعيد الحب وعيد ميلادي بمفردي، للمصادفة ان كل تجاربي العاطفية كانت تبدأ بعدهما و تنتهي قبلهما ولذلك كل عام أحتفل بالعيدين بمفردي.


مر عامين ونصف خارج وطني وقلبي يعتصر وجعًا على ما وصل الحال له، يوجعني رؤية بلادي بهذا الوضع المؤلم لكن كلي أمل بما هو آت، مصر وسوريا والعراق وفلسطين مهما طال ليل الظلم نور الفجر قادم، ألعن الحال ويتملكني اليأس بعض الوقت لكن في أخر العتمة لابد ان هناك نور ينتظر.


سعيد وراضٍ عن ما مضى، ومتفائل ومنتظر ما هو آتي، الحمدلله على نعمه، والحمدلله على ما تعلمته.





صورة الثلاثينات

19 أكتوبر 2013

من رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان


لا أجد مسمى سوى ان غسان كنفاني قلبه كان يحتضر وهو يكتب إلى غادة السمان تلك الرسائل ربما لم تصل بي رسائل بين رجل وإمراة إلى أن ألمس بيدي زمانهم وان اعيش معهم قصتهم بين السطور ، قرات قصائد بن زيدون وولادة ورسائل مي زيادة وجبران لكن غسان وغادة شيء أخر حب لا مسمى له ، ليس هذا وقت هل كانت غادة محقة في نشر رسائل غسان ام لا ، صدق وجمالية الرسائل تجعلني أغفر لها كل شيء بل لم اكن اغفر لها عدم نشرها لتلك الرسائل ، وصلت بي تلك الرسائل حد الثمالة حد الوجع وأنا أرى غسان ينثر روحه على الورق من أجل حبه المستحيل 




































22 مايو 2013

سوريا : الحصاد المر





لم أكتب من فترة طويلة أي تدوينات عن الثورة السورية , الوضع أصبح غامض وملتبس لدرجة اني لا اصدق أي شخص يقوم بالتحليل ونشر أخبار عن إنتصار النظام الوشيك او إنتصار المعارضة أيضًا , على الجزيرة والعربية نرى على مدار عامين إقتراب إنتصار الثورة , وعلى الميادين والمنار نرى إنتصار النظام , لكل طرف مؤيدوه وكتابه الذين ياخذون بالتحليل والشرح والاسترسال  والحقيقة ان النظام والمعارضة في حالة اللا إنتصار والشعب السوري وسوريا نفسها في حالة الانهيار , منذ زمن ووضح أن الهدف الدولي هو تحقيق اكبر عدد من المكاسب في سوريا منها : 

1- إنهيار الدولة السورية وتفككها وخصوصًا جيشها لضمان تفوق إسرائيل في المنطقة لان الجيش السوري رغم كل جرائمه يبقى الجيش العربي الوحيد الخارج عن السيطرة الامريكية من تدريب وتسليح ليتم تكرار سيناريو العراق من جديد .


2- زيادة الاحتقان المذهبي السني الشيعي الحاصل الان بهدف شيطنة إيران وتجميل إسرائيل لربما إذا حدثت معركة بين الاثنين يكون الدعم العربي والاسلام السني في موقف مختلف عما ذهبت إليه الاكثرية في أثناء حرب تموز 2006 بين الكيان الصهيوني وحزب الله وحتى وان حدثت مواجهه الان بين الكيان الصهيوني وحزب الله سنجد الكثيرون يقفون مع الصهاينة واتضح الامر أثناء الغارات الاسرائيلية على دمشق والتي سعد بها البعض .


3-  قتل أكبر عدد من الجهاديين بيد الاسد وفي ذلك مصلحة امريكية وغربية وربما عربية بما ان سوريا أصبحت الواجهه الرئيسية للمجاهدين حول العالم .


4- تدمير البنية التحتية وأي شكل مدني في الشام حتى ينهمك أي نظام جديد لمدة 50 عام على الاقل لاعادة إعمار وتكوين مؤسسات وكيان دولة يظل خلالها التفوق للكيان الصهيوني ويستمر إحتلاله للجولان .


 نجح الاسد في لعبة إرهاب العالم بفكرة التطرف والجماعات الارهابية وتخويفهم بأن بديله هو نظام طالباني جديد ووفى بوعده بان تكون سوريا أفغانستان جديدة كما قال في خطابه الثالث في جامعة دمشق - يناير 2012  وفي حديثه مع الجارديان البريطانية في نفس العام مما ساعد في تراجع الدعم للثورة من العرب قبل الغرب بل حتى الدعم المعنوي العربي بات يخشى على سوريا بسبب " بعض " التطرف والطائفية , وزاد في ذلك موقف بعض الكتائب المسلحة من أعمال سرقة وقمع وتخلف وجرائم دموية في بعض المناطق كالرقة وإدلب وحلب .


 التطرف والطائفية لا يحمل ذنبهم سوى النظام السوري ببطشه وقتله وكلما زاد في إجرامه زادت معدلات التطرف وكلما زاد إصرار داعميه على بقائه حولها البعض إلى معركة دينية " سنية شيعية " , ما اعرفه الان أن سوريا تضيع وتذهب في إتجاه المجهول وطريق اللا عودة , بالامس القريب وضح إتفاق أمريكا وروسيا على ان الحل سياسي يعني ان حلم التسليح للمعارضة كما كنا متوقعين ذهب أدراج الريح وان التدخل الدولي الذي خرج أمين عام الناتو للمرة الالف أنهم لن يتدخلوا في سوريا عسكريًا  ولن يتدخل أحد أكثر من المشاهدة عن بعد


نرى تراجع ملحوظ من داعمي الثورة ( كما يدعون ) مرسي الذي كان يصرخ بضرورة رحيل النظام السوري الان يقول أنه لابد من حل سياسي ويصرح في موسكو أنه مع الموقف الروسي وانه لا يميل لطرف ضد طرف في الازمة السورية ( كما يسميها ) والاردن بدأ في التضيق على الحدود والامتناع عن إستقبال المزيد من اللاجئين وامريكا تضغط على دول الخليج بوقف التسليح في سوريا خوفًا من سقوط النظام ووقوع السلاح في أيدي الجهاديين وأصدقاء الشعب السوري ( كما يقولون ) ليسوا إلا أعدائه , تكررت مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري وما هي إلا مؤامرات على الشعب السوري , ومعارضين الفنادق والقاعات في راحة وحده الشعب يدفع الثمن يبقى فقط أصدقاء النظام هم الذين لا تتغير مواقفهم ودعمهم للنظام من مال وسلاح ورجال ودعم سياسي لا يتوقف بالوضع الحالي لن ينتصر احد وبكل صراحة المعارضة لن تقدر على إسقاط النظام بتسليحها الحالي وفي نفس الوقت لن يستطيع النظام الانتصار على المعارضة .


الحل في وقف شلالات الدم ووقت القتال ووقف كل شيء ان أجتمعت مصر والسعودية وتركيا وإيران يستطيعون لو شائوا ان يوقفوا هذا الجنون , انقذوا سوريا الان , الان قبل ان تتحول إلى جهنم يحرق الجميع في داخلها وخارجها , ما اسهل سكب البنزين على النار وما اسهل دعوات التأجيج ولكن كلها على حساب الشعب السوري ودمائه الطاهرة , كانت الثورة تخسر دماء وهي في حالة السليمة التي كان النظام يكره ان تظل عليها الثورة حتى جرها إلى التسليح من دفاع عن النفس إلى حرب الله وحده يعلم متى تتوقف , ظللت ومعي الكثيرون سوريين وعرب نتمنى إستمرارية السلمية لان الوضع في ليبيا كان بمثابة تحديز ولكن أمام إجرام النظام السلمية صعبة ولا يتحمل الذنب سوى النظام لانه بخبث كان يعرف ان السلمية أخطر شيء عليه بدليل خروجه من اليوم الاول للحديث عن جماعات مسلحة وإرهاب وهو ما إستمر في الحديث عنه حتى حدث بالفعل ورفع السلاح لعلمه بخبراته السابقة في لبنان والعراق يعرف كيف يلعب مع الغرب وأمريكا والعرب بأستغلاله التطرف والارهاب وساعده في ذلك جهل وبعض الغباء مع بعض فصائل المعارضة السياسية بعدم توحدها وخلافاتها السطحية والمعارضة المسلحة التي تقتال بعضها البعض وتشرذمها وأرتكابها لاخطاء لا داعي لذكرها وأكثرها كارثية تصريح جبهة النصرة بانضمامها إلى تنظيم القاعدة وكل ذلك ساهم في تاخر إنتصار الثورة وتخويف البعض منها 


مازلنا مع الثورة ضد الظلم والديكتاتورية والاستبداد من الجميع ولن نتوقف ولكن كفى دماء العالم يريد تدمير سوريا التي أصبحت مسرح تصفية حسابات بين الدول العظمى والدول الاقليمية والفاتورة المدفوعة سورية 100 % غدت سوريا دمية تتلاعب بها الدول مازال 
أغلب أركان المعارضة مرتهن بمواقف الدول التي تحتضنهم وضاع القرار والسيادة السورية من النظام والمعارضة واصبحت سوريا إمراة مستباحة للدول على إيديهم , لا أحد يفكر في الشعب المظلوم الذي يعاني بطش وقتل وتشريد ودمار وإهانة في الداخل وفي دول اللجوء , تاجروا باللاجئات وطعنوا في شرفهن أصبح ثمن السورية على ايدي القذرة دولارات معدوة وعقد زواج , فقد الاطفال برائتهم من بشاعة ما شاهدوه خلال عامين قتلوا كل شيء جميل فيهم , كل من لديه أزمة او مشكلة في العالم يقول لك : سوريا والشعب السوري , متاجرة دنيئة ورخيصة 

أصحبت ساحات سوريا شلال من الدماء , أصبح ان يَمثل السوري بجثة أخيه السوري عادي وأصبح ان يقتلع السوري قلب السوري ويأكله عادي وطفل يمسك ساطور ليقطع رقبة عادي وأخر يجلد وأخر يعدم في الساحات العامة , انه الجنون والدموية بأقسى وابشع صورها من النظام والمعارضة , ووصلنا لدرجة من العار ان هناك من فرح بغارات الكيان الصهيوني على دمشق الفيحاء !! أي عار هذا يا ربي !؟ , سيستمر الصمت العالمي ولو قتل الاسد مليون سوري وسيستمر العرب في خذلانهم وسيستمر أنصار النظام في دعمهم له , الثورة ستستمر ولن تتوقف ولكن القتل لابد ان يتوقف لان الجميع خاسر مما يجري الان لا منتصر فيه والطرفان خاسران توقف القتل سيرجع للثورة إلى عنفوانها الاول ولكن إذا أستمر هذا الجنون ستضيع سوريا


16 فبراير 2013

مهنا الحبيل ... الاحسائي النبيل






عندما تفكر في الكتابة عن أشخاص تعرفهم وتحبهم تقع في مشكلة ماذا ساكتب وأنت تعلم ان قلمك سوف ينحاز لهم ولكن عندما يكون الحديث عن الاحسائي النبيل " مهنا الحبيل " لابد أن تكتب وتدع حياديتك الكتابية جانبًا لانك لست في حاجة لها فتاريخ الرجل يشهد له ومواقفه معروفة يتنقل الاستاذ مهنا ابن الاحساء بين قضايا امته العربية والاسلامية وهمومها من داعم لثورة تونس الخضراء إلى ثورة مصر العظيمة إلى ثورة اليمن السعيد ومنها  إلى ليبيا ومنها لسوريا العروبة وقبلهم قضية العرب الاولى فلسطين والتي منع من السفر بسبب مشاركته في مظاهرة عام 2002 أمام القنصلية الامريكية في الظهران أحتجاجًا على الدعم الامريكي للبطش الصهيوني في فلسطين , الحبيل عروبي إسلامي وطني ينتمي إلى وطنه العربي الكبير وأمته الاسلامية يؤازر ويدعم ويساند الاصلاح في كل مكان برؤيته وبصيرته المعهودة لا تنقطع أفكار ومخيلة الحبيل ينثر حروفه على صفحات الجرائد في الخليج وعلى صفحته الشخصية على موقع " تويتر " رجل له رؤية ومشروع لم يكن يومًا بوق او بائع كلمة لم يعرف عنه انه يتبع احد أو يتاجر بموقف أو قضية أنه يتبع مبادئه وضميره فحسب له محبين كثر وله خصوم بكل تاكيد والا ما فائدة ان تكتب وتقول رايك أن لم يكن لك خصوم فأنت لن ترضي جميع البشر وكلما زاد معجبيك ومنتقديكِ هذا دليل على الحراك القوي لافكارك وأرائك التي يستفيد منها منتقديك قبل مؤيديك ثم ما الكتابة التي لا تثير ازمة وتثير نقاش حولها وما الفائدة من تكرار الكلام لدى الاستاذ فكر ورؤية متجددة ومنفتحة تتطور مع تغير الزمان والمكان ولكن قناعاته ثابتة وراسخة كرسوخ الجبال . شخصيًا معرفتي بالاستاذ تصل لاكثر من عام ونصف مع الثورة السورية وانطلاقها لا اتذكر اني تناقشت معه الا وأستفدت وزاد أطلاعي من أفكاره في قضايا تشغل أفكارنا كثورات الربيع العربي عندما تناقش الاستاذ لا تشعر بفكرة المعلم والطالب يفتح لك الاستاذ مهنا المجال والحوار يتقبل الرأي والرأي الاخر لا يجبرك على الاعتقاد بما يقول أنما يوضح لك فكره ورؤيته في إطار خبراته ومعرفته ويترك لك الاختيار وحتى ان مازالت على اختلافك مع رؤيته يتقبلها بكل صدر رحب , وبعيدًا عن السياسة والقضايا التي تشغلنا كعرب كل صباح على " تويتر " ينثر مهنا الحبيل بعض حروف الامل للمتعبين يحاول ان يفتح نافذة ضوء لحاملي الهموم والمشاكل لا يتبع أسلوب التنظير ولكن يخرج من مرارة الحياة بعض التفاؤل والامل يذكرك وينصحك ببساطة ويسر , أشهد للاستاذ موقف معي  كنت في فترة من أصعب فترات حياتي ارتباك وضبابية تحدثت مع الكثيرين ولكن وحده الاحسائي النبيل من وجدته داعم ومساند , ادين للاستاذ مهنا الذي سعدت بمقابلته والنقاش معه في قضايا كثيرة أستفدت من تجاربه الحياتية والفكرية . شهادتي مجروحة في مهنا الحبيل ورغم ما سبق تبقى حروفي نقطة في بحر مما يستحقة . شكرًا لك أيها النبيل ويبقى قلمك وفكرك نافذة ضوء ومعرفة في زمن اللا فكر واللا موقف . 




14 فبراير 2013

حديث الروح








اليوم ودعت عام لاستقبل اخر على بعد خطوة أقف من الثلاثينات وأترك العشرينات هناك ارتباك نفسي طبيعي يحدث عندما تنتقل من مرحلة عمرية لاخرى الان أجلس لا أنظر خلفي ولا أمامي أحاول ان امعن النظر بما انا اقف عليه الان أحيانًا الخطوة الثابتة أفضل من الركض إلى الامام او الرجوع إلى الخلف , الجديد في عامي التاسع والعشرون أني لاول مرة اترك وطني وأستنشق هواء الغربة وتطأ قدمي أرض غير ما أعتادت عليه لا أدري أأنا من ترك الوطن ام أنه من تركني , عندما كنت في الطائرة أخرج لاول مرة في حياتي خارج مصر شعرت أني تركت شيء خلفي , أقلعت الطائرة وعانقت السماء وأستقبلتني أرض جديدة وبشر جدد ومر يوم وراء يوم اتأكد أني تركت روحي في وطني يحدث ان تعلق روحك في سماء الوطن لا تغادره , لست من محبي الانشاء والمبالغات ولكن حتى قدامك تشعر بغربة التراب والارض , قد أكون تركت روحي في وطني ولكن وطني بقى في جسدي حملته وحملني وانام معه  في فراشي كل ليلة . الروح تعلق أحيانًا فلا تشعر بوجع الارض ولا رحابة السماء لا تشعر الا بالوطن كانها خلقت في حدوده لا تغادره الوطن ليس مجرد ارض ليس مجرد بشر أنما حياة : فرح ووجع وذكرى وزحام وضوضاء وصعود وانكسار وجدران وأرصفة تحفظ خرائطها قدمك . الروح قد تكون حائرة بين وطن وغربة , بين اطلال ماضي ومشارف مستقبل أسوأ ما قد يمر بك ان تفقد روحك  " على الرُّوح أَنْ تَجدَ الرَّوح فِي رُوحها أَوْ تَمُوتَ هُنَا " تذكرت كلمات محمود درويش فجأة وأنا اكتب تلك السطور , تستطيع ان تشتري الغربة ولكن لا تستطيع أن تشتري الوطن , وفي أي لحظة قد تبيع الغربة ولكن لا تستطيع بيع الوطن 


5 فبراير 2013

محمود درويش ... الغائب الحاضر











ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا.حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1947 إلى لبنان ،ثم عادت متسللة العام 1949 بعيد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة، لتجد القرية مهدومة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور. فعاش مع عائلته في قرية الجديدة

اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ،وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة)


سُجن مرّات عديدة وتعرّض لمضايقات السلطات الإسرائيلية أثناء عمله كمحرّر ومترجم في صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي «راكاح». وحين وصل إلى بيروت في مطلع السبعينيات، كانت شهرته كشاعر لامع ـ والشاعر الأكثر موهبة بين مجايليه في العالم العربي دون ريب ـ قد تأسّست أصلاً. وسرعان ما التحق بصفوف منظمة التحرير الفلسطينية، وبات شاعر فلسطين الوطني الأول غير الرسمي. لكنّه، في الآن ذاته، حافظ على صلة وثيقة مع المجتمع الإسرائيلي والثقافة الإسرائيلية، وكان واحداً بين قلّة من العرب الذين يعرفون ويتذوقون الشعراء العبريين الكبار، من أمثال بياليك 


اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية



شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك. ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير ، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها




بعد عام 1982 انخرط درويش في حالة النفي المتجوّل، فعاش في عواصم عربية مثل القاهرة وتونس قبل أن يستقرّ في باريس حيث يقيم اليوم ولأنّه رجل على قدر من الذكاء الرائع الحقّ، فقد لعب دوراً سياسياً هامّاً في منظمة التحرير الفلسطينية (على مضض دائماً). وطيلة عقد كامل على الأقل، كان شديد القرب من ياسر عرفات كمستشار أولاً، ثم كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدءاً بالعام 1978. لكنّه لم ينتم إلى أي حزب سياسي، وكانت سخريته اللاذعة، واستقلاله السياسي الشرس، وحساسيته الثقافية ذات الصفاء الاستثنائي كفيلة جميعها بإبقائه على مسافة من الخشونة المألوفة في السياسة الفلسطينية والعربية. وسمعته الهائلة كشاعر جعلته يمتلك قيمة سياسية لا تُثمّن، ومعرفته الوثيقة بالحياة والمجتمع في إسرائيل أسدت النفع الكبير لقيادة منظمة التحرير. لكن قلقه حيال العمل السياسي المنظّم لم يفارقه على الدوام، وتنامى في أواخر الثمانينيات على نحو محدد في الآن ذاته كانت رؤيته للسياسة تراجيدية وسويفتية ولم يكن من المدهش أنه استقال من عضوية اللجنة التنفيذية احتجاجاً على توقيع «إعلان المبادئ» مع إسرائيل في خريف العام 1993. وملاحظاته الحادّة في هذا الصدد تسرّبت إلى الصحافة ونُشرت على نطاق واسع في العالم العربي وإسرائيل



ــــــــــــــــــــــــــــــــــ




سيرة حياة محمود درويش : مايا جاغي . ترجمة : غازي مسعود




قبل أيام من إطلاق ارئيل شارون عملية إسرائيل”الدرع الواقي” وقيام الجيش الإسرائيلي بشن هجومه على مدينة رام الله في الضفة الغربية في 29/آذار, زار المدينة ثمانية مؤلفين من” برلمان الكتاب الدولي”, وكان من ضمنهم الفائزان بجائزة نوبل للآداب ولي شوينكا وجوزيه ساراماغو, وكل من بريتن بريتنباخ, خوان غويتيسولو, ورسل بانكس, قدموا جميعاً استجابة لنداء من الشاعر محمود درويش ليكونوا شاهدين على الاحتلال العسكري . 

  وذات مساء, أخذهم درويش الذي وجده الروائي الأمريكي بانكس” حزيناً لكن زيارتنا رفعت معنوياته”, إلى تله تطل على القدس عبر مستوطنات يهودية وحواجز للجيش, يقول درويش : 
 " أردت أن أريهم كيف تهشمت جغرافية فلسطين بالمستوطنات, كما لو أنها المركز وكما لو أن المدن الفلسطينية هامشية”, أضاف” لا دعاية, تركناهم يرون الحقيقة ". 

  وبينما استذكر بريتنباخ الابارثايد, أجرى بانكس مقارنه مع المحميات الهندية في القرن التاسع عشر, يقول: "روعت وغضبت لمدى الاحتلال المادي, فالمستوطنات مثل مدن الضواحي والقوات العسكرية جاهزة لحمايتها ". 

  بعد أربعة أيام من قراءة قام بها درويش وضيوفه أمام جمهور بلغ ألف شخص في مسرح القصبة, بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته لاقتلاع جذور الانتحاريين, يرى الفلسطينيون الغزو عقوبة جماعية وخطوة لتدمير البنية التحتية لدولتهم الجنينية, ودرويش نفسه الذي كان قد غادر رام الله ليلقي شعره في العاصمة اللبنانية بيروت, لم يستطع العودة, علم أن مركز” السكاكيني الثقافي” حيث يحرر مجلته الأدبية الفصلية “ الكرمل” قد نهب وان مسوداته قد وطئت بالأقدام, يقول درويش” أرادوا إبلاغنا رسالة مفادها أن لا أحد محصن – بما في ذلك الحياة الثقافية”, أضاف” اعتبرت الرسالة شخصية, أعرف أنهم أقوياء ويستطيعون الغزو وقتل أي شخص غير انهم لا يستطيعون تحطيم كلماتي أو احتلالها ".

  يبلغ درويش الآن من العمر ستين عاماً, وعرف لأربعين عاماً تقريباً بأنه شاعر فلسطين القومي, وذاك "عبء" يستمتع به ويثور ضده في الوقت نفسه, انه افضل شعراء العالم العربي مبيعاً, وجذبت قراءته لشعره مؤخراً في إستاد بيروت 25000 شخص, أصبحت فلسطين في عمله مجازاً عاماً لفقد عدن, للولادة والعبث, لكرب الانخلاع والمنفى, وهو عند الأستاذ إدوارد سعيد, من جامعة كولومبيا في نيويورك, أروع شاعر عربي, له حضور طاغي في فلسطين وإسرائيل – البلد الذي نشأ فيه لكنه غادر المنفى سنة 1970, وعند سعيد أيضا, فأن شعر درويش” جهد ملحمي لتحويل قصائد الفقدان الغنائية إلى دراما العودة المؤجلة إلى اجل غير محدود”, وتراه الكاتبة أهداف سويف أحد أقوى أصوات المأساة الفلسطينية . 

  ورغم انه يكتب بالعربية, يقرأ درويش الإنجليزية والفرنسية والعبرية, ومن بين الذين تأثر بهم رامبو وغتزبرغ, ترجمت أعماله إلى كثر من عشرين لغة, وهو افضل من يباع من الشعراء في فرنسا, ورغم ذلك, فأن مختارات قليلة من دواوينه الشعرية العشرين مترجمة إلى الإنجليزية, أحدها Sand  ( 1986 ) الذي ترجمته زوجته الأولى, الكاتبة رنا قباني, وتراه الشاعرة الأمريكية ادرين رتش شاعرا بقامة عالمية ل "مجازفاته الفنية", وسوف تنشر له دار نشر جامعة كاليفورنيا في الخريف القادم مختارات جديدة من قصائده بعنوان : Unfortunately, It Was Paradise. 

  ويكشف صوت درويش الجهوري وأداؤه الغنائي موسيقية شعره, ومؤخراً, في فيلادلفيا التي كان فيها ليستلم 360000 دولاراً, جائزة الحرية الثقافية التي تمنحها” مؤسسة لانان”, اعترف درويش ببالغ حزنه وغضبه” للصراع بين السيف والروح” في فلسطين, وقد كتب أخر قصائده” حالة حصار” – التي قرأها في الاحتفال- أثناء الغارات الإسرائيلية في شهر كانون الثاني الماضي. يقول: “ رأيت الدبابات تحت نافذتي, أنا كسول عادة, اكتب في الصباح على طاولة نفسها, لي طقوسي الخاصة, غير إنني خالفتها أثناء الطوارئ, حررت نفسي بالكتابة, توقفت عن رؤية الدبابات – سواء كان ذاك وهما أو قوة الكلمات ”. 

  في القصيدة, يقول” شهيد ”: 
 " احب الحياة, على الأرض, بين الصنوبر والتين لكنني ما استطعت إليها سبيلا, ففتشت عنها بأخر ما املك”, ودرويش الذي كتب في صحيفة فلسطينية بعد 11 أيلول” لا شيء يبرر الإرهاب” عارض بوضوح الهجمات على المدنيين وظل صوتا مثابرا يدعوا للتعايش الفلسطيني – الإسرائيلي, وهو يصور على أن العمليات الانتحارية لا تعكس ثقافة موت بل تعكس إحباطا من الاحتلال, يقول :
 “ علينا تفهم سبب التراجيديا لا تبريرها, ليس السبب انهم يتطلعون إلى عذارى جميلات في الجنة, كما يصور المستشرقون ذلك, الفلسطينيون يعشقون الحياة, إذا منحناهم أملا - حلاً سياسياً – فسوف يتوقفون عن قتل أنفسهم ”. 

  وعند ساسون سوميخ, الباحث الإسرائيلي في الأدب العربي في جامعة تل أبيب والذي عرف درويش في ستينات القرن العشرين ويترجم القصيدة إلى العبرية,” تهدف القصيدة إلى الحوار: إنها لا تتكلم عن الإسرائيليين كمجرمين, بل تقول : لم لا يفهمون ؟ لا معنى للقول أن هذا الرجل يكرهنا ”. 
  ولد درويش سنة 1942 لعائلة مسلمة سنية تملك ارض في قرية الجليل تدعى البروة, أيام الانتداب البريطاني على فلسطين, حين كان في السادسة من عمره, احتل الجيش الإسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش بخروج اللاجئين الفلسطينيين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم ما بين 72600 –900000، قضت العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947, عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة 1949, لكنها وجدت البروة, مثلها مثل 400 قرية فلسطينية أخرى في الأقل, قد دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها, يقول درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح ”. 

  يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي: “ اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها ”. 

  ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب, و لأنهم اعتبروا ” متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”, منعت على أفراد العائلة الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن محمود, " كنت مقيماً وليس مواطناً, ارتحلت ببطاقة سفر”, في مطار باريس سنه 1968, يقول : 
 " لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا رجعت ”. 
  كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة, ” حلمت أن أكون شاعراً ”,
  حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً .
  وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”, حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفته, خضع الفلسطينيون في إسرائيل لقانون الطوارئ العسكري إلى سنة 1966, واحتاجوا تصاريح للسفر داخل البلد, بين سنة 1961 وسنة 1969, سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح . 

  حقق له ديواناه” أوراق الزيتون” ( 1964 ) و” عاشق من فلسطين” (1966 ) شهرته شاعر مقاومة, عندما كان في الثانية والعشرين من العمر, أصبحت قصيدة” بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا” سجل, أنا عربي, ورقم بطاقتي خمسون ألف”. صرخة تحد جماعية, أردت إلي اعتقاله في مكان إقامته سنة 1967 عندما أصبحت أغنية احتجاج, وقصيدة” أمي” التي تتحدث عن حنين ابن سجين إلى خبز أمه وقهوة أمه , 

 " كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لامه, لكنها أصبحت أغنية جماعية, عملي كله شبيه بهذا, أنا لا اقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي, غير أن تلك الذات مليئة بالذاكرة الجماعية ”. 

  وحسب سعيد, عرفت قصائد درويش الكفاحية المبكرة الوجود الفلسطيني, معيدة التأكيد على الهوية بعد شتات 1948, كان الأول في موجة من الشعراء الذين كتبوا داخل إسرائيل عندما كانت جولدا مائير تصر قائلة 
 " لا يوجد فلسطينيون” وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك, نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن, يستذكر زكريا محمد الذي كان طالبا في الضفة الغربية في نهاية الستينات من القرن الماضي,” كتب مقالة يقول فيها : نريد منكم الحكم علينا كشعراء, وليس كشعراء مقاومة ”.

  وصف درويش الصراع بأنه: "صراع بين ذاكرتين" وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني المجسد في شعر حاييم بيالك” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وبينما يعجب بالشاعر العبري يهودا عامخاي, يقول” طرح شعره تحدياً لي, لأننا نكتب عن المكان نفسه, يريد استثمار المشهد والتاريخ لصالحة, ويقيمه على هويتي المدمرة, لذا نتنافس :
  من مالك لغة هذه الأرض ؟ 
  من يحبها اكثر ؟ 
  من يكتبها افضل ؟ ” 
  ويضيف :” يصنع الشعر والجمال السلام دائماً, وحين تقرأ شيئا جميلا تجد تعايشا, انه يحطم الجدران.. أنا أنسن الساخر دائما, وحتى أنسن الجندي الإسرائيلي”, الأمر الذي فعله في قصائد من مثل” جندي يحلم بزنابق بيضاء” التي كتبت بعد حرب 1967 فوراً, ينتقد عديد العرب القصيدة, غير انه يقول :” سأواصل انسنة حتى العدو.. كان الأستاذ الأول الذي علمني العبرية يهودياً, كان الحب الأول في حياتي مع فتاة يهودية, كان القاضي الأول الذي زج بي في السجن امرأة يهودية, ولذا فأنني منذ البداية, لم أرد اليهود أما شياطين أو ملائكة بل كائنات إنسانية”, وعديد قصائده موجه إلى عشاق يهود, يقول : هذه القصائد تقف إلى جانب الحب وليس الحرب ”.

  منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول :
 “ بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”, وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود إلى حيفا, وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين عاما .

  هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياتي, لعشرة أعوام لم يسمح لي بمغادرة حيف, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا يزال يشعر بالذنب لأنه ترك .

 " كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”, هل أعطيت اكثر للثقافة الفلسطينية ؟ 
  يقول جميع النقاد أنني لم أضع وقتي ”. 
  كان منير عكش, محرر القصائد المختارة بالإنجليزية المعنونة : The Adam Of Two Edens( 2001 ), واحدا من بين عدة نقاد حازمين انتقدوا نجاح درويش” المبستر” في حيفا, يقول عكش” كانت شهرته متقدمة على شعره ولكنني اكتشفت في ذلك الحين تململه الفني الرائع, فمع كل ديوان, يفتح مناطق جديدة ”. 

  ويقول درويش” في الخمسينات ( من القرن العشرين ) آمنا نحن العرب بإمكانية أن يكون الشعر سلاحاً, وان على القصيدة أن تكون واضحة مباشرة, على الشعر الاهتمام بالاجتماعي, ولكن علية الاعتناء بنفسه أيضا, بالجماليات.. آمنت أن افضل شيء في الحياة أن أكون شاعراً, ألان اعرف عذابه, في كل مرة انهي فيها ديوانا, اشعر انه الأول والأخير ”.

  في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت, رئيس تحرير لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981, بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه العربية اكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991 ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها ذبح الكتائبيون, حلفاء إسرائيل, اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشتيلا, اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس, ساخرا بمرارة من قارة عربية 
 " تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :
   حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب . 
  يقول” حررت نفسي من الأوهام كلها, أصبحت ساخراً, أسأل أسئلة عن الحياة مطلقة, لا مجال فيها للأيديولوجية القومية”, وخلال 90 يوما في باريس سنة 1985, كتب رائعته النثرية” ذاكرة للنسيان” (1986), وهي أوديسا سيرة ذاتية على شكل يوميات بيروتية تجري خلال يوم واحد من القصف الإسرائيلي الثقيل في السادس من آب 1982 – يوم هيروشيما . 

  يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج: ” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا أتذكر التجربة”. قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني, يقول: " لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي, الشعر محور حياتي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه ”. 
  ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي (الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد أن يعاش, لا أن يُتذكر ”. 

  منفياً في باريس بين سنة 1985 وسنة 1995 راجع درويش أو رفض العديد من قصائده السياسية المباشرة التي كتبها في مرحلة بيروت والتي كان نموذجها بابلو نيرودا التشيلي ولوي اراجون, أحد شعراء المقاومة الفرنسية. وكتب أيضا بعض روائعه : ” أحد عشر كوكباً” سنة 1992 متوالية ”ملحمية غنائية” عن سنة 1492, تاريخ رحلة كولومبوس التي دمرت عالم الأمريكيين الأصليين, وعن طرد العرب من الأندلس, اللتان تماثلان كلاهما النكبة الفلسطينية, كما يصف الفلسطينيون خلق إسرائيل سنة 1948 و”لماذا تركت الحصان وحيداً” سنة 1995 "سيرته الذاتية شعريا"ً .

  وما أن اصبح شعره الناضج غير مباشر اكثر, ملمحاً لأساطير متنوعة, شعر درويش بتوتر علاقته مع جمهور متلقيه, يقول عكش, ” بدأ الجمهور يشعر انه أصبح غير مخلص قليلاً لقضيته, غير انه ناضل ليحملهم معه”, وعند درويش” اكبر إنجاز في حياتي كسب ثقة المتلقين, تشاجرنا من قبل: كلمات غيرت أسلوبي, صدموا أرادوا سماع القصائد القديمة, الآن يتوقعون مني التغيير, يطلبون أن لا أعطي أجوبة بل أن اطرح مزيداً من الأسئلة ". 

  انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987, لكنه رأى دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” ) وحسب وزير الثقافة الفلسطيني في رام الله, ياسر عبد ربه,” انه ليس فناناً منعزلاً”, يتابع الحياة السياسية, ويحاجج ضد المواقف المتطرفة”. هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان الدولة الفلسطينية”, سنة 1988, عندما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية التعايش مع إسرائيل في حل يقضي بدولتين. صادق رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, ياسر عرفات, في القاهرة سنة 1971, و قال عرفات : أستطيع شم عبير الوطن فيك، لكنه رفض عرضه بتنصيبه وزيراً للثقافة .

  استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو سنة 1993 – المرحلة الأولى من إقامة سلطة فلسطينية حاكمة – قائلاً ” استيقظ الفلسطينيون ليجدوا أنفسهم بلا ماض”, رأى صدوعاً في الاتفاقيات وقال إنها لن تنجح, والأرجح أن تصعد الصراع بدلاً من إنتاج دولة فلسطينية قابله للحياة أو سلام دائم, ويقول عبد ربه :" كان متشككا بأوسلو, ويؤسفني القول أن حكمه ثبتت صحته ”. 

  سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية الجديدة,” صدمتني غزة – لم يكن فيها أي شيء حتى ولا طرق معبدة”, لديه منزل في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام الله سنة 1996, ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,” المنفى ليس حالا جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني”, اصبح وطنه لغة,” بلدا من الكلمات ”.
  قابل رجا شحاده, وهو محامي فلسطيني يسكن جوار رام الله, درويش في باريس .
  يقول :” بدا مغرماً بالأشياء الناعمة – بالمعيشة الراقية والطعام الجيد ومما يحسب لصالحه انه جاء إلى هنا”, ويقول درويش الذي يعيش من الصحافة والتحرير وبالمثل من بيعات شعره : سأبقى إلى أن تتحرر فلسطين في اليوم اللاحق لحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة, لدى الحق بالمغادرة, لكن ليس قبل ذلك ”. 
  ولقي درويش الذي دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا لقصيدة أضرت بسمعته .
 " عابرون في كلام عابر” التي كتبها في بداية الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال العسكري التي استمرت من 1987 – 1993 كتب يقول : آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تقيموا بيننا / آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم / ولكن لا تموتوا بيننا ”. 

  اقتطف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, اسحق شامير, القصيدة غاضباً في الكنيست, برلمان إسرائيل : لا يؤثر درويش القصيدة   فهي "غاضبة جداً ومباشرة” ولكنه قال إنها موجهه إلى الجنود الإسرائيليين:”ما زلت أقول أن على إسرائيل الخروج من الأراضي المحتلة, ولكنهم اعتبروها دليلاً على أن الفلسطينيين يريدون إلقاء اليهود في البحر, إذا اعتبروا وجودهم مشروطاً بالاحتلال فانهم يتهمون أنفسهم ”. 
  هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني 1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه الذين لا يزالون يعيشون في قرى قرب حيفا, غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين .

  أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياته سنة 1984, وعملية جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:” توقف قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة ”.

  ولكن في المرة الثانية, كان قتالا, ” رأيت نفسي في سجن, وكان الأطباء رجال شرطة يعذبونني, أنا لا أخشى الموت ألان, اكتشفت أمرا أصعب من الموت: فكرة الخلود، أن تكون خالدا هو العذاب الحقيقي, ليست لدي مطالب شخصية من الحياة لأنني أعيش على زمان مستعار, ليست لدي أحلام كبيرة. إنني مكرس لكتابة ما علي كتابته قبل أن اذهب إلى نهايتي ”. 

  وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر اقل. يقول: ” شهوتي للحياة اقل, أحاول التمتع بكل دقيقة, ولكن بطرق بسيطة جداً, شرب كأس من النبيذ الجيد مع الأصدقاء, التمتع بالطبيعة, مراقبة قطط الحارة, استمتع بشكل افضل, كنت أتحدث, غير أنني أصبحت حكيماً ”. 

  في ”جدارية 2000” يمعن رجل مريض جداً التفكير بالموت وبفناء الحضارات في عز انتفاضة الأقصى, وفي هذه الجدارية يظهر محمد الدرة, الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاماً ومن إطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه ومات بين ذراعي والده كمسيح صغير, ويؤكد درويش الذي يتضمن شعره رمزية توراتية مسيحية ويهودية على موروث له مزدوج ” ليست لدي هوية ثقافية عربية خالصة, أنا نتيجة مزيج حضارات ماضي فلسطين, لا احتكر التاريخ والذاكرة والرب, كما يريد الإسرائيليون أن يفعلوا, انهم يضعون الماضي في ساحة المعركة.” أما وقد غدا ” أكثر حكمة واكبر” مما كان عليه حين نهض لأول مرة لمواجهة التحدي, يقول :” لا احب أن نتقاتل على الماضي, ولندع كل واحد يروي سرده كما يشاء, ولندع السردين يجريان حواراً, وسوف يبتسم التاريخ ”. 

  وحسب رأي الشاعر زكريا محمد, تسعى قصائد درويش المتأخرة إلى بناء سفر تكوين للفلسطينيين : ” كلها تبدأ : كان شعب وكان ارض...” ومجمل شعره حوار بينه وبين الإسرائيليين للعثورعلى نقطة يستطيعون التصالح عندها .” 

  في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية” عندما أعلن وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي متعدد الثقافة – في بلد 19 بالمائة من سكانه الإسرائيليين فلسطينيون وترعرع عديد يهوده أو والديهم في العالم العربي, ثار صخب, قال عضو الكنيست اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في منهاجه الدراسي ”. 
  وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر” ويقول درويش,” يدرسون الطلاب أن البلاد كانت فارغة. وإذا درسوا الشعراء الفلسطينيين, فسوف تتحطم هذه المعرفة." معظم شعري عن حبي لبلدي, مؤخراً ترجمت عدة دواوين من شعره إلى العبرية, ورغم ذلك, يظل وضعه في إسرائيل أسيرا للمناخ السياسي. طالبت الصفحات الأدبية في الصحف باستمرار بترجمة قصائده,” إلا أن كل شيء توقف مع انتفاضة الأقصى” كما يقول تساسون سوميخ . 

  يقول درويش, ” لدى إسرائيل فرصة جيدة لتعيش بسلام. رغم الظلمة, أري بعض الضوء” ولكن شارون, كما يعتقد يريد جر الصراع ” إلى المربع الأول, وكأنما لم توجد عملية سلام. إنها حرب لأجل الحرب, وليس الصراع صراعاً بين وجودين, كما تحب الحكومة الإسرائيلية تصوير الأمر ”. 
  وكان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب .”

  وقد صدم قراؤه لما رآه البعض تخليا عن القضية, أحد الأصدقاء الإسرائيليين الفلسطينيين, المؤلف انطون شماس, رأى في الديوان” رسالة تحد كئيبة : إلى الجحيم بفلسطين, وأنا الآن على عاتقي." ورغم ذلك يروي شعر درويش وحضوره في رام الله المحاصرة قصة مختلفة يقول: ” أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها القول: إلى الجحيم بفلسطين. ولكن ذاك لن يحصل قبل أن تصبح فلسطين حرة, لا أستطيع تحقيق حريتي الشخصية قبل حرية بلدي. عندما تكون حرة, أستطيع لعنها


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نزار قباني :

محمود درويش استطاع بموهبته الفذة ، أن يخترق جدار الجماهير ، ويزرع الثورة الفلسطينية في كل بيت من الخليج إلى المحيط . محمود أعطى القضية الفلسطينية أكثر مما أعطته ، ونشرها على كل كوكب .. ولأنه شاعر كبير وموهوب ، فقد كبرت القضية الفلسطينية على يديه ، في حين أنها صغرت على يدي غيره . إذن فالقضية الفلسطينية وحدها - على أهميتها وقداستها - لا تكفي لإطلاق شاعر تنقصه الموهبة . محمود درويش صنعته موهبته وحدها .. ولم يصنعه أحد


فاروق جويدة :

 لا نستطيع أن نصنف محمود درويش علي أنه شاعر عادي‏,‏ ولا نخضع أشعاره لمقاييس النقد الأدبي‏.‏ فهناك بعض الشعراء الذين اختارتهم الاقدار ليكونوا رموزا وليسو‏5‏ فقط مجرد شعرا


أدونيس : 

كتب شعره كمثل كيمياء تحوّل الموت إلى حركة حية، وتخترع الشطآن حتى للقوارب المحطّمة. وحيثما اغتربَ، أقام عاصمة للأمل

إلياس خوري :

شعر درويش صار احد أسماء الوطن الصغير 'كحبة سمسم'، لأنه اكتشــــف كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

إدوارد سعيد :

درويش مثل أقرانه الغربيين القلّة، فنّان تقني مدهش يستخدم التراث العروضي العربي الفنّي والفريد بطرق تجديدية وجديدة على الدوام. ذلك يتيح له أن ينجز أمراً بالغ النُدرة في الشعر العربي الحديث


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



رحل محمود درويش في 9 أغسطس عام 2008 بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة وقد وري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله 

فيلم وثائقي عن محمود درويش من انتاج قناة الجزيرة : 






26 ديسمبر 2012

أحتمال



كل شيء اصبح أحتمال !؟


- الوطن أصبح احتمال
  الغربه مجرد احتمال
  ما بين وجع ووجع هناك احتمال
  بين الفرح والاخر يوجد احتمال
  يولد الامل ويموت وأقول كان احتمال
  يحمل القلب شعور غريب لا يقبل أي احتمال أنكِ فوق الظن وفوق الوهم وفوق دروب الاحتمال