15 مايو 2012

نزار قباني : الطفل الدمشقي وأبجدية الياسمين


 قلبي كمنفضة الرماد أنا إن تنبشي ما فيه تحترقي .. شعري أنا قلبي ويظلمني من لا يرى قلبي على الورق 
-  مقدمه ديوان نزار الاول " قالت لى السمراء" 



يوم ولدت في 21 آذار(مارس) في بيت من بيوت دمشق القديمة, كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة.. و كان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء الأرض و أمي حملتنا في وقت واحد .. ووضعتنا في وقت واحد - نزار قباني


 ولد نزار قباني سنة 1923 في  حى مئذنة الشحم في دمشق ليعيش طفولته مدللا بين اخوته في منزله الدمشقي الأصيل وهو من البيوت الشامية القديمة  ويتكون من طابقين أحدهما باحة مكشوفة مصنوعة من الرخام والأعمدة الرخامية التي يتسلقها الياسمين الأبيض والورد الأحمر وفيها شجر الليمون وفي منتصف الباحة نافورة مياه


يقول نزار في التشكيل العائلي كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان وبنت هم : المعتز و رشيد وصباح وهيفاء  ... إن دمي ليس ملكياً, و لا شاهانياً, و إنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقة الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف و الإستقامة و الخوف من الله

نشأ نزار في هذا الجو الرومانسي الجميل, تربطه بأمه علاقة حميمة. فقد ظلت ترضعه من صدرها حتى بلغ السابعة من عمره, وتطعمه الطعام بيدها حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره, حتى قالوا عنه انه يعاني من عقدة "اوديب" عاشق أمه, حتى أن بعض العلماء النفسيين أخذ يطبق علم النفس على شعر نزار, ويرى أن سر استعماله كلمة "نهد" هو طول فترة رضاعته

 بدأ نزار حياته بأشياء فنية أخرى مثل الرسم, وكان مولعا بالألوان ويصبغ الجدران بها وأدرك أن لن يكون رساما عبقريا, فقرر أن يجرب الموسيقى والتلحين, فأحضر عودا وطلب من أمه أن تأتي له بأستاذ يعلمه العود والموسيقى. وبدأ يتلقى دروسه الموسيقية. لكن الأستاذ بدأ معه بطريقة غير موفقة, فقد بدأ يعلمه النوتة الموسيقية, وهي علم مثل الرياضيات, حسب قوله, وهو يكره الرياضيات




يقول نزار :  تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية .


كان أبي إذن يصنع الحلوى و يصنع الثورة و كنت أعجب بهذه الإزدواجية فيه, و أدهش كيف يستطيع أن يجمع بين الحلاوة و بين الثورة وذات ليله يأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل (تدمر) الصحراوي .. عرفت أن أبي كان يمتهن عملاً آخر غير صناعة الحلويات .. كان يمتهن صناعة الحرية


طفولتي قضيتها تحت مظلة الفي و الرطوبة التي هي بيتنا العتيق في (مئذنة الشحم) كان هذا البيت هو نهاية حدود العالم عندي, كان الصديق, و الواحة, و المشتى, و المصيف.. أستطيع الآن, أن أغمض عيني و أعد مسامير أبوابه, و أستعيد آيات القرآن المحفورة على خشب قاعاته أستطيع الآن أن أعد بلاطاته واحدةً..واحدة.. وأسماك بركته واحدةً..واحدة.. و سلالمه الرخامية درجةً..درجة


يقارن نزار بين ما حدث له وما حدث لعمه : إن انقضاض الرجعية على أبي خليل , هو أول حادث استشهاد فني في تاريخ أسرتنا .. و حين افكر في جراح أبي خليل, و في الصليب الذي حمله على كتفيه, و في ألوف المسامير المغروزة في لحمه, تبدو جراحي تافهة..و صليبي صغيراً صغيراً فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..حين نشرت عام 1954 قصيدتي (خبز و حشيش و قمر).. العمائم نفسها التي طالبت بشتق أبي خليل طالبت بشنقي..و الذقون المحشوة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي .. (خبز و حشيش و قمر) كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني و بين الخرافة..و بين التاريخين.


يواصل نزار : مدرستي الأولى هي الكلية العلمية الوطنية في دمشق دخلت إليها في السابعة من عمري وخرجت في الثامنة عشر أحمل شهادة البكالوريا الأدبي (القسم الأدبي) ومنها انتقلت إلى مدرسة التجهيز حيث حصلت على شهادة البكالوريا الثانية (قسم الفلسفة) وحصلت عام 1945 من الجامعة السورية في دمشق على الليسانس في الحقوق لم أقبل على دراسة القانون مختاراً وإنما درسته لأنه مفتاح عملي إلى المستقبل وأتقن اللغة الفرنسية التي تعلمتها أثناء دراستي في الكلية العلمية الوطنية واللغة الإنكليزية أثناء عملي في السفارة السورية في لندن (1952-1955) واللغة الإسبانية أثناء عملي الدبلوماسي في مدريد (1962-1966) ولم أمارس المحاماة ولم أترافع في قضية قانونية واحدة القضية الوحيدة التي ترافعت عنها ولاتزال هي قضية الجمال ... والبريء الوحيد الذي دافعت عنه هو الشعر ... التحق نزار بالعمل الدبلوماسي بعد تخرجه من كليه الحقوق وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي عام  1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه " نزار قبانى للنشر " 

بدايه نزار الشعريه :

نزار : من العودة مرةً أخرى إلى الحديث عن دار (مئذنة الشحم) لأنها المفتاح إلى شعري, و المدخل الصحيح إليه و بغير الحديث عن هذه الدار تبقى الصورة غير مكتملة, و منتزعة من إطارها هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر؟ بيتنا كان تلك القارورة


كان عمره 16 عاما, عندما سافر سنة 1939 في رحلة بحرية الى روما مع المدرسة. وأثناء وقوفه على سطح السفينة, شاهد الأمواج والدرافيل, وهي تقفز حول الباخرة فجأة أول بيت شعري ثم الثاني والثالث الرابع, فنزل سريعا وكتب الأبيات كي لا ينساها ولا تضيع, واضعا اياها طي الكتمان حتى لايسخر أصحابه. ونام تلك الليلة, ولأول مرة في حياته, يوم 15 أغسطس شاعرا للمرة الأولى واستيقظ وهو شاعر

ديوانه الأول "قالت لي السمراء" الذي أصدره نزار قباني, الطالب في كلية الحقوق, وعلى نفقته الخاصة, أثار هذا الصوت المختلف جدلا عنيفا, وصفه نزار في ما بعد فقال "لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون, وكان لحمي يومئذ طريا  ويسهل أن نتصور رد الناس على شاعر لم يبلغ العشرين من عمره كانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولها " قالت لي السمراء " 1944 واخرها " ابجديه الياسمين " عام 1998 كان بينها إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية حملت بصمه وتأثير نزار فى الشعر العربى الحديث وترك مدرسه اصبحت تعرف " المدرسه النزاريه الشعريه " بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي


نزار والسياسه :

كان نزار معروف بأنه شاعر الحب والمرأة ولكنه كتب قصائد تنتقد التشدد والتطرف والاتكاء والقدريه الزائدة الى ان جائت نكسه حزيران - يونيو فكتب اجمل الاشعار السياسيه التى تنتقد الاوضاع العربيه وفساد الانظمه الحاكمه واستبدادها منها " "هوامش على دفتر النكسة" و " المهرولون " و " هذه البلاد شقه مفروشه " و " الحب والبترول " الممثلون " و " غرناطه " و احزان فى الاندلس " و " انا يا صديقه متعب بعروبتى " و " أفادة فى محكمه الشعر " و " القدس " والعشرات غيرهم 


كان نزار من المؤمنين بمشروع وفكر عبدالناصر القومى والعروبى الى ان جائت نكسه 67 فكتب قصيدة " هوامش على دفتر النكسه " فتم منع قصائد من الاذاعه وحظر نشر كتبه من السلطه فأرسل نزار رساله الى جمال عبدالناصر والذى رفع المنع عن نزار وأكد حريته فى ان يقول ما يشاء وعند وفاته رثى نزار عبدالناصر فى اكثر من قصيدة منها " قتلناك يا اخر الانبياء " و الهرم الرابع " و " اليه فى يوم مولده " و " رساله الى جمال عبدالناصر " وهو الزعيم العربى الوحيد الذى رثاه نزار فى شعره باكثر من قصيدة وكان نزار من رافضى التطبيع مع اسرائيل او اى مساس بحقوق الفلسطنيين ولذلك هاجم السادات كثيرًا وهجاه فى قصيدة منعت فى مصر " يوميات بهيه المصريه " هاجم السادات بقوة بسبب معاهدة كامب ديفيد وبيعه للحقوق العربيه وترحم فيها على عبدالناصر وايامه وما قام به 

صدامات فى حياة نزار : 

 لقد تلقى نزار عدة صدمات قوية في حياته الخاصة : منها رحيل والده , ورحيل والدته وهو طفلها المدلل ، ووفاة اخته وصال بمرض القلب ، وانتحار اخته هدباء التي زوجوها برجل لا تحبه ، ورحيل ولده الشاب توفيق الطالب فى كليه الطب جامعه القاهرة وهو شاب صغير مصاباً بمرض القلب و كانت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، و قد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني. ورحيل زوجته الاولى ابنة عمه على اثر مرض .. وفي عام 1982مقتل زوجته الثانية بلقيس .. كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".


النساء فى حياة نزار :

تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء و وتوفيق . و الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها عُمر و زينب ..  قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس ... كانت زهراء زوجه نزار الاولى "سيدة بيت", نمت وترعرعت في بيئة اجتماعية محافظة شامية تقليدية, وكانت اتصالات ورسائل "المعجبات" قد بدأت تنهمر على نزار انهمار المطر, من شتى أرجاء الوطن العربي, وكان نزار وسميا أنيقا رشيقا قويا رقيقا في آن, ولم تكن لدى زهراء قدرة تعينها على تحمل أن يكون زوجها لها ولغيرها, فكانت تسارع الى تمزيق رسائل المعجبات به وبشعره, ولم يكن ثمة مفر من تصادم الماضي بالمستقبل الآتي الأكثر تطورا وجمالا, فطلقها نزار بالحسنى ... وفي عقد الخمسينات ارتبط نزار بعلاقة, بحفيدة رئيس الوزراء السوري الأسبق "فارس الخوري", كوليت خوري, ابنه سهيل خوري, النائب الأسبق في المجلس النيابي السوري. وبعد زواجها بشاب اسباني فارع الطول ووسيم الملامح, أنجبت منه طفلتها الوحيدة, سجلت كوليت تفاصيل علاقة الحب العاصف التي جمعتها بنزار. وفي روايتها الأولى الشهيرة "أيام معه", وهي الرواية التي اشتراها المنتج السينمائي السوري صبحي فرحات لانتاجها للسينما, كان نزار هو بطل الرواية




نزار وبلقيس 

وفي بغداد التقى الآنسة بلقيس الراوي وتحابا الى حد العشق ...   يقول نزار: بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه, حيث كنت اقدم امسية شعرية في بغداد عام 1962م ويضيف , قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا) كبيرة جدا..كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري, وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي والقبائل العربية كما نعرف لا تزوج بناتها من أي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة, ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي..ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسيا فيها لمدة ثلاث سنوات, وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس, وكانت تكتب لي..رغم أن بريد القبيلة كان مراقبا...وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م, فيقول نزار "في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد.. وهناك القيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت "بلقيس الراوي" بطلتها الرئيسية 
تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار ، وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيها وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في حي الاعظمية لطلب يد بلقيس, وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنئذ الشاعر الأستاذ شاذل طاقة وهكذا ذهبنزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر وعدا وهو يحمل نخلة عراقية




 بعينيك يبدأ تاريخ الفرات..ويبدأ حزني الجميل الذي يتكلم سبع لغات .ويبدأ عشقي العظيم الذي..يتسلق جدارنك كالنبات


اما عن مقتل بلقيس يسرد نزار قائلا " كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها: يا ساتر يا رب..بعدها جاء من ينعي إلي الخبر..السفارة العراقية نسفوها..قلت بتلقائية بلقيس راحت .. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي ..أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الابد, وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياها, كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الختام 

بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ومقتل زوجته بلقيس انتقل نزار قباني للعيش في مصر عام 1983 وتعرض لهجوم عنيف هناك من قبل الاعلام المصري على خلفية قصيدة ضد الرئيس أنور السادات " اليوميات السريه لبهيه المصريه و " انا يا صديقه متعب بعروبتي " انتقده فيها وانتقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام المصري مع اسرائيل رغم وجود أصدقاء وقفوا إلى جانبه مثل يوسف ادريس ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين ومحمد عبد الوهاب واعتباره أن مصر أم الدنيا لم تتوقف الحملة ضده طوال عام كامل وخاصة من قبل أنصار التطبيع مع اسرائيل آنذاك وخاصة أنيس منصور وقرر نزار الانتقال إلى سويسرا عام 1984 وبقي فيها 5 سنوات ثم ذهب إلى لندن عام 1989 وقضى فيها 9 سنوات حتى رحيله في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما




أوصى نزار قائلا:" أدفن في دمشق, الرحم التي علمتني الشعر والابداع, وأهدتني أبجدية الياسمين




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نزاريات :
-  كنت أحلم بديمقراطية شعرية لا فرق فيها بين من يملكون ، ومن لا يملكون ، وبين من يحكمون ولا يحكمون 
إن الشاعر ليس منجما ولا ساحرا ، وليس عنده مفتاح الغيوب ، ولكن أهميته في أن يسبق الآخرين بثانية ، أو بجزء من أجزاء الثانية في اكتشاف الحقيقة ، ويقدمها لهم علي طبق من الدهشة "

- إنني لا أشعر انني علي قيد الحياة إلا حين تتساقط الحجارة علي زجاج نافذتي في هذه اللحظة أشعر ان جرعة الشعر التي أعطيتها للناس بدأت تتفاعل في دورتهم الدموية .. وأن الزلزال الذي كنت أحتفظ به في داخلي قد أنتقل إليهم
عندما أنشر قصيدة ولا يرجمونني بسببها .. أشعر أنني مريض وتبدا حرارتي بالإرتفاع "

- الكتابة هي فتح واختراق ومغامرة والشاعر الذي يخاطب الأمة العربية في هذه المرحلة الحارقة من تاريخنا بالفوازير والكلمات المتقاطعة وبلغة مسمارية لا يمكن تفكيكيها هو شاعر هارب من الجندية ويستحق الحبس 


- ان سلوكنا السياسي هو مجموعة من السلبيات وسلسلة طويلة من الجبرية والقدرية, محاولة لدفع المسؤولية عن ظهورنا, وربطها بعوامل وقوى خاريجة لا قدرة لنا على دفعها أو ردها

-  الأنثى ليست لغزاً، ولكنها طريقة عيش، وأعترف «انني عشت حياتي النسائية طولاً وعرضاً واكتسبت منها لأنها كانت عبارة عن مدرسة تعلمت منها كثيراً، لذلك إن استطعت أنا أن أفهم سيكولوجية المرأة فلأنني تلميذ جيد». وعن البعد الإنساني في شعره للمرأة يقول: «إن المرأة ليست آنية جميلة أو شيئاً مجرداً، فبقدر مانستطيع تحويل المرأة الى موضوع إنساني كبير، حيث تتجاوز حالتها الفيزيائية أو الجسدية نكون قد نجحنا بفهمها». ‏


 - حين كانت طيور النورس تلمس الزبد الأبيض عن أغصان السفينة المبحرة من بيروت إلى ايطاليا في صيف 1939 وفيما كان رفاق الرحلة من الطلاب والطالبات يضحكون,ويتشمسون , ويأخذون الصور التذكارية على ظهر السفينة كنت أقف وحدي في مقدمتها ادمدم الكلمة الأولى من أول بيت شعر نظمته في حياتي ... وللمرة الأولى وفي سن السادسة عشرة وبعد رحلة طويلة في البحث عن نفسي نمت شاعراً.


- يقول عني الأغبياء أني دخلت مقاصر النساء وما خرجت ويطالبون بنصب مشنقتي لأني عن شؤون حبيبتي شعراً كتبت
أنا لم أتجر مثل غيري بالحشيش .. ولا سرقت ولا قتلت لكنني أحببت في وضح النهار .. فهل تراني كفرت ؟ !


- مسئولا عن المرأة حتى الموت 


- أننى حارس ليلى على باب المرأة 


 - أهل من الممكن، إكراما لكل الأنبياء، أن تخرجوني من هذه القارورة الضيقة، التى وضعتنى فيها الصحافة العربية، أى قارورة الحب والمرأة " 


حن كذابون .. لا من أجل الكذب ، ولكن من أجلكم ..من أجل أن نساعدكم على تجميل البشاعة ، وإجراء عملية جراحية لوجوهنا التي أحرقتها الهزائم من أجل أن تعيش الوردة ، وتموت الرصاصة ..من أجل أن يطول عمر القبلة .. وينقصف عمر القنبلة .. من أجل أن يصدح الحمام .. وتسكت أكاذيب وزارات الإعلام .. من أجل أن تتكاثر ذرية المبدعين .. وتنقرض ذرية السياسيين

- تستطيع بئر النفط أن تضخ عشرة ملايين برميل يومياً ولكنها لا تستطيع أن تضخ ... متنبياً واحداً! - عن ابو الطيب المتنبى
- الإمبراطوريات إلى زوال ، باستثناء إمبراطورية شاعرنا العظيم أبي الطيب المتنبي 






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالوا عن نزار : 

- محمود درويش في تجربة نزار قباني :  إنها كانت فوق التجارب منصرفاً لمخاطبة مراهقتنا وكان يقول أشياء لا تقال فبشعره كان يستطيع قول كل شيء. 


- فاروق جويدة : نزار قباني من الشعراء الذين دفعوا ثمن مواقفهم, وليس من الذين يبحثون عن أكياس الذهب


 - غازي القصيبي : عجبت للكلمة الخضراء تزرعها فترقص البيد في البحر من الشجر تموت؟ كيف؟ وللأشعار مملكة وأنت فيها مليك البدو والحضر


-  سعاد الصباح : ياصديقي الشاعر لا تقلق على قصائدك فالفن العظيم لا يموت وأروع ما في تاريخ الأدب القصيدة النزاريه


يقول الشاعر أدونيس في تجربة نزار قباني الشعرية إن نزار كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب في الإمساك باللحظة التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة وبخاصة همومهم المكبوتة والمهشمة إلى أكثرها إيغالاً بالحلم والحق في حياةٍ أفضل ويعزو أدونيس إعجاب الناس بشعرية نزار قباني إلى قدرة هذا الأخير بابتكار تقنية لغوية وكتابية خاصة تحتضن مفردات الحياة اليومية بتنوعها ونضارتها لتشيع فيها النسيم الشعري صانعاً منها قاموساً يتصالح فيه الفصيح مع الدارج والقديم مع الحديث والشفوي مع الكتابي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظه :


- تم جمع المعلومات من عدة مصادر مختلفة منها كتب نزار الشعرية والنثرية 
- التدوينة مفتوحة وسيتم تعديلها كل فترة واضافة اى جديد من الممكن الحصول عليه 







هناك 26 تعليقًا:

  1. معلومات وافية وجميلة.. أستمتعت بالقرآة

    ردحذف
  2. معلومات جداً جميلة , وجديدة بالنسبة لي 3>
    آحببتُ نزىر كثيراً ولطالما اقتبستُ من اسلوبهِ الكثير !!

    ردحذف
  3. ولعل أبجدية الياسمين لم تخلق إلا لتبين بها..
    أبجديتك ليست حروفا نتعلمها.. ليست ديانة نعتنقها..
    هي سر المعاني التي لم تتح إلا لشخصك الكريم.. فقلت كل ماقد يصاغ منها؛ حتى لم تبق لأحد من بعدك شيئا من أبجديتك..
      أحسد التاريخ عليك.. وعلى دمشق..
    وأحسد نفسي على نعيم القراءة لك..

    ""سلمت يداك يا ابن الفاروق""

    ردحذف
  4. رآئع جدآ يانزار. .

    أخي العزيز أتمنى أن تضع الكثيير من أشعآر نزآر بشتى أنواعها كي نستفيد منها :)

    ردحذف
  5. ابو ساهر
    لا تعليق عندي.
    على شعر نزار ولكن
    لا يوجد شاعر لم يقتبسس من شعر نزار

    ردحذف
  6. جدا رائع , يأخذني شعر نزار الى عالمه الجميل ..

    ردحذف
  7. نزااار ليتَ كُل الرجال نزااار

    ردحذف
  8. شكراً لك .. نص رائع ومتناسق جداً .. الرجاء اضافت قصائد اكثر وشكراً :)

    ردحذف
  9. ابدااااااع نزار هو قمة الابدااااع

    ردحذف
  10. والله اني احب هاذا الشخص و متابع له بدققه

    مشككور يا حبيبي

    ردحذف
  11. كبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

    ردحذف
  12. رائع جدا من كتب هذه الكلمات الخالدة.

    ردحذف
  13. المقال جعل قلبي يخفق وحبس انفاسي اكبارا لشاعر رقيق حمل المعاناه والالم

    ردحذف
  14. المقال هزني من الاعماق اكبارا لشاعر فحل عاش المعاناه بكل اطيافها المؤلمه

    ردحذف
  15. اه يا نزار من جد انك تحفففففففففففففففه
    رائع ومبدع ومميز ..

    ردحذف
  16. ابداإع وتميز

    ردحذف

  17. جميييل هو نزار والاجمل من جمع هذي المعلومات الكافية عنه.

    ردحذف
  18. س َأُصبح نزاريه*بإذن الله

    ردحذف
  19. أقف أحترآماً لِكُل حرف خُلِد لهذآ الرجُل ..
    وأجزم بَ يقين تآاام أن نِزآر لن يُكرر ..
    ..
    أحبه جداً .. وتعجز الأبجديه حين يكون الحديث عنه ..

    شكراً من الأعمآق لمن قآم على هذه الصفحه ..
    شكراً و لآ تفيك حقك يَ أنيق ..
    :)

    ردحذف

  20. إنني لا أبرئ نفسي من جريمة الحب على العكس أنا أعتقد أن أكبر جريمة يرتكبها إنسان ما هي أن لا يعشق

    رااااااااائع جدا
    شاعر وانسان رائع

    ردحذف
  21. ابدأأع

    ردحذف
  22. شكرآ ...نزار ساحر

    ردحذف
  23. آعيش سَجينآ لِجَمآل آحرف هَذآ آلاسطوره آلرآحل . .

    ردحذف