14 فبراير 2013

حديث الروح








اليوم ودعت عام لاستقبل اخر على بعد خطوة أقف من الثلاثينات وأترك العشرينات هناك ارتباك نفسي طبيعي يحدث عندما تنتقل من مرحلة عمرية لاخرى الان أجلس لا أنظر خلفي ولا أمامي أحاول ان امعن النظر بما انا اقف عليه الان أحيانًا الخطوة الثابتة أفضل من الركض إلى الامام او الرجوع إلى الخلف , الجديد في عامي التاسع والعشرون أني لاول مرة اترك وطني وأستنشق هواء الغربة وتطأ قدمي أرض غير ما أعتادت عليه لا أدري أأنا من ترك الوطن ام أنه من تركني , عندما كنت في الطائرة أخرج لاول مرة في حياتي خارج مصر شعرت أني تركت شيء خلفي , أقلعت الطائرة وعانقت السماء وأستقبلتني أرض جديدة وبشر جدد ومر يوم وراء يوم اتأكد أني تركت روحي في وطني يحدث ان تعلق روحك في سماء الوطن لا تغادره , لست من محبي الانشاء والمبالغات ولكن حتى قدامك تشعر بغربة التراب والارض , قد أكون تركت روحي في وطني ولكن وطني بقى في جسدي حملته وحملني وانام معه  في فراشي كل ليلة . الروح تعلق أحيانًا فلا تشعر بوجع الارض ولا رحابة السماء لا تشعر الا بالوطن كانها خلقت في حدوده لا تغادره الوطن ليس مجرد ارض ليس مجرد بشر أنما حياة : فرح ووجع وذكرى وزحام وضوضاء وصعود وانكسار وجدران وأرصفة تحفظ خرائطها قدمك . الروح قد تكون حائرة بين وطن وغربة , بين اطلال ماضي ومشارف مستقبل أسوأ ما قد يمر بك ان تفقد روحك  " على الرُّوح أَنْ تَجدَ الرَّوح فِي رُوحها أَوْ تَمُوتَ هُنَا " تذكرت كلمات محمود درويش فجأة وأنا اكتب تلك السطور , تستطيع ان تشتري الغربة ولكن لا تستطيع أن تشتري الوطن , وفي أي لحظة قد تبيع الغربة ولكن لا تستطيع بيع الوطن 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق